منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى تاريخ كتابة هذا المقال لا تزال غزة تتعرض للقصف الجوي والبحري والبري في حرب قاسية تستهدف حياة سكانها وكل مقومات حياتهم، بما في ذلك تدمير البنية التحتية والمباني بكافة أنواعها، المنازل والشقق والمياه والغذاء والأراضي الزراعية والطرق وكل الخدمات، وخاصة الخدمات الصحية (المستشفيات والمراكز الصحية)، والتعليمية (المدارس والجامعات)، والاقتصاد والمصانع والمعامل، والبيئة الصالحة للحياة. وقد تم تدمير هذه العناصر بشكل ممنهج، بدءاً من القصف العشوائي للمدنيين، والذي أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف، ونزوح معظم السكان داخلياً، ناهيك عن الحصار الخانق الذي منع إيصال الغذاء والدواء، وقطع المياه والكهرباء، ومنع الوقود للضخ والتحلية، ومعالجة مياه الصرف الصحي والمجاري والنفايات الصلبة، وتشغيل المخابز والمصانع ووسائل النقل والأجهزة الطبية. وتعاني البيئة في غزة أيضاً من التلوث الفيزيائي والكيميائي والبيولوجي الناجم عن الذخائر المستخدمة في القصف بأنواعه، واختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وتراكم النفايات الصلبة.