كان الدافع وراء هذا البحث هو الإجماع المتزايد على أن "طبيعة حالات الطوارئ الإنسانية تتغير" (مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، 2011أ)، مع تزايد حالات الطوارئ المستقبلية مع مرور الوقت بسبب "مجموعة من الظروف المعقدة والمترابطة"، بدلاً من صدمات فردية يمكن تحديدها (المرجع نفسه). وتتوافق هذه الملاحظات بشكل وثيق مع آراء الجهات الفاعلة الإنسانية في جنوب أفريقيا والتي تواجه بشكل متزايد تحديات جديدة "غير نمطية". وقد أقر أعضاء اللجنة الإقليمية الدائمة المشتركة بين الوكالات في جنوب أفريقيا منذ فترة طويلة بأن التخطيط الإنساني الفعال يفترض فهماً واضحاً لحجم المخاطر في المنطقة.
وقد دفع هذا إلى الدعوة إلى التحقيق في التهديدات التي قد تواجه الأرواح وسبل العيش في جنوب أفريقيا على مدى العقد المقبل، إلى جانب القدرات المتاحة لمعالجة هذه التحديات. كما سعت RIASCO إلى مزيد من الوضوح بشأن العمليات السببية التي قد تؤدي إلى تفاقم نزوح السكان وانعدام الأمن الغذائي وحالات الطوارئ الصحية وفقدان سبل العيش، فضلاً عن الفئات المعرضة للخطر، بما في ذلك الأطفال والأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. دفعت مثل هذه المخاوف RIASCO، من خلال منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، إلى تكليف فريق بحث إقليمي رسميًا للتحقيق في التحديات الإنسانية المستقبلية المحتملة في جنوب أفريقيا وتداعياتها المرتبطة بالبرمجة. قامت جامعة ستيلينبوش (SU)، من خلال برنامج التخفيف من الكوارث من أجل سبل العيش المستدامة (DiMP) بتنسيق الدراسة. كما يكمل هذا المشروع في جنوب أفريقيا جهودًا أكثر شمولاً ومنهجية لتوصيف التحديات الإنسانية العالمية الناشئة ونقاط الضعف في مواجهة الضغوط المعقدة. تسعى دراسة التحديات العالمية الأوسع نطاقًا، التي كلف بها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية وتنفذها دارا، إلى توقع التحديات الإنسانية المستقبلية والاستعداد لها بشكل أفضل.