أظهرت الأبحاث الحديثة التي أجريت في مجتمعين موبوءين بالكوليرا في زنجبار أن غالبية (94%) من السكان البالغين كانوا على استعداد لتلقي لقاحات الكوليرا الفموية المجانية (OCVs). وبما أن استيعاب لقاح الكوليرا في حملة عام 2009 وصل إلى 501 طناً لكل 3 طن فقط في هذه المجتمعات، فقد تم إجراء تقييم للعوامل الاجتماعية والثقافية والعوائق لفهم هذا الاختلاف من أجل التخطيط المستقبلي لمكافحة الكوليرا.
تمت دراسة عينة عشوائية مكونة من 367 شخصًا بالغًا من سكان المجتمعات الريفية وشبه الحضرية (46.6% محصنين مقابل 53.4% غير محصنين) من خلال مقابلة شبه منظمة استفسرت عن السمات الاجتماعية والثقافية للكوليرا الموضحة في المقالة القصيرة والعوائق التي تحول دون امتصاص OCV. ارتبطت الأعراض (ألم المستقيم، والجلد المترهل فقط في المجتمع الريفي) والأسباب المتصورة (الطعام المكشوف، والاتصال بالمياه الملوثة) الخاصة بالإسهال الوخيم، بالامتصاص. كان شراء الأدوية من الصيدليات لوقف الإسهال والقيء مرتبطًا سلبًا بالامتصاص. كان زيادة حجم الأسرة والعمر ونوبة المرض المعوي السابقة مرتبطة بشكل إيجابي بالامتصاص، وكان الأخير فقط في الموقع الريفي. وكان أبرز عائق أمام الاستيعاب هو الالتزامات أو الأولويات المتنافسة (التي أبلغ عنها 74.5%، والتي تم تحديدها على أنها أهم عائق بواسطة 49.5%). وكانت أبرز العوائق التالية هي نقص المعلومات حول الحملة (29.6%، 12.2%)، والمرض (14.3%، 13.3%)، والخوف من الآثار الجانبية المحتملة للقاح (15.3%، 5.6%). طلبت غالبية المجيبين غير المطعمين تكرار التطعيم باستخدام OCVs المجانية.
أشارت العوامل المرتبطة بالامتصاص إلى وجود تأثير إيجابي لحملة التطعيم وأنشطة التوعية على سلوك قبول اللقاح. على عكس المجتمعات التي تعارض مكافحة الكوليرا أو الأماكن التي تفتقر إلى ثقة الجمهور في اللقاحات، أشارت العوائق المحددة التي تحول دون استيعابها إلى التنفيذ الجيد للحملة والثقة في النظام الصحي. على الرغم من احتمالات تكرار التطعيم والطلب عليه، يجب على صناع القرار المحليين إعادة النظر في مدى قدرة الترتيبات اللوجستية الدقيقة على تحسين التغطية المجتمعية وبالتالي فعالية حملات التطعيم