لقد أظهرت الحروب الأخيرة بوحشية أن المدنيين ليسوا آمنين. هذا على الرغم من الالتزامات العالمية رفيعة المستوى والإنفاق الإنساني بمليارات الدولارات للحفاظ على حماية المدنيين الغرباء. ويثير ارتفاع عدد القتلى المدنيين في النزاعات المسلحة الأخيرة أسئلة جديدة حول كيفية حماية المدنيين في أوقات الحرب وما إذا كان بإمكاننا حمايتهم في أوقات الحرب، وما هي السياسة الحقيقية لهذه الحماية. في هذا القسم الخاص ومقدمته، نرى أنه من الضروري الانتباه إلى تجارب المدنيين الفعلية في الحماية واستراتيجياتهم الخاصة للبقاء آمنين. إن المخططات المعيارية، بما في ذلك تلك التي تسعى إلى توفير الأمان للغرباء، هي دائمًا محل نزاع وتفاوض، وترتبط دائمًا بمطالبات الشرعية والقوة والسلطة العامة. ونرى أنه من خلال التجارب اليومية للمدنيين للبقاء آمنين يمكننا أن نرى ونفهم السياسات المحلية والوطنية والدولية لحماية المدنيين على أفضل وجه، وكذلك أشكال السلامة التي يعطيها المدنيون أنفسهم الأولوية. وللقيام بذلك، يجمع هذا القسم الخاص بين البحوث النوعية والإثنوغرافية والإثنوموسيقية في السودان وجنوب السودان وأوغندا لتسليط الضوء على كيفية حفاظ المجتمع الدولي على سلامة المدنيين.