تعتبر حمى الوادي المتصدع (RVF) من الأمراض المهملة والناشئة التي ينقلها البعوض ولها تأثير سلبي شديد على صحة الإنسان والحيوان. يعتبر البعوض من جنس الزاعجة بمثابة الخزان، وكذلك الناقلات، حيث أن بيضها المصاب عبر المبيض يتحمل الجفاف وتفقس اليرقات عند ملامستها للماء. ومع ذلك، فإن أنواع البعوض المختلفة تعمل كناقلات وبائية/وبائية لحمى الوادي المتصدع، مما يخلق نمطًا وبائيًا معقدًا في شرق أفريقيا. وأظهرت الفاشيات الأخيرة لحمى الوادي المتصدع في الصومال (2006-2007)، وكينيا (2006-2007)، وتنزانيا (2007)، والسودان (2007-2008) امتدادها إلى المناطق التي لم تكن متورطة من قبل.

وأظهرت هذه الفاشيات أيضًا التغير الوبائي للمرض من ارتباطه في الأصل بالماشية، إلى شكل شديد الضراوة يصيب البشر ويسبب معدلات وفيات عالية إلى حد كبير. وتعتبر كمية الأمطار هي العامل الرئيسي الذي يؤدي إلى تفشي حمى الوادي المتصدع. إن التفاعل بين هطول الأمطار والبيئة المحلية، أي نوع التربة والماشية والإنسان، يحدد التجمع الزماني والمكاني لتفشي حمى الوادي المتصدع. كان الاتصال بالحيوانات أو منتجاتها هو عامل الخطر الأكثر شيوعًا لنقل العدوى إلى البشر. إن الحركة غير المنضبطة للماشية أثناء تفشي المرض هي المسؤولة عن إدخال حمى الوادي المتصدع إلى مناطق جديدة. على سبيل المثال، تبين أن الفيروس الذي تسبب في تفشي المرض في المملكة العربية السعودية في عام 2000 هو نفس السلالة التي تسببت في تفشي المرض في شرق أفريقيا في الفترة 1997-1998. لقد ثبت أن الإستراتيجية التي تتضمن المراقبة النشطة مع الإدارة الفعالة للحالات والتشخيص للبشر وتحديد المناطق المستهدفة لتطعيم الحيوانات، وتقييد تحركات الحيوانات خارج المناطق المتضررة، وتحديد مواقع التكاثر، وبرامج مكافحة البعوض المكثفة المستهدفة، نجحت في الحد من التأثير. من تفشي حمى الوادي المتصدع والحد من انتشار المرض منذ البداية.