حمى الوادي المتصدع (RVF) هو مرض فيروسي ينقله البعوض مع إمكانية الانتشار العالمي، ويسبب الحمى النزفية، وله معدل وفيات مرتفع في الحيوانات الصغيرة والبشر. باستخدام تصميم دراسة مجتمعية متعددة القطاعات، قمنا بدراسة معارف ومواقف وممارسات الأشخاص الذين يعيشون في قرية صغيرة في السودان فيما يتعلق بتفشي حمى الوادي المتصدع. تم تطوير استبيان خاص بعنوان "صحة واحدة" لتجميع البيانات من 235 رب أسرة فيما يتعلق بمعارفهم ومواقفهم وممارساتهم فيما يتعلق بمكافحة حمى الوادي المتصدع. على الرغم من أن تفشي حمى الوادي المتصدع في السودان عام 2007 قد أثر سلبًا على توفر الغذاء للمشاركين ودخل الماشية، إلا أن المشاركين لم يفهموا تمامًا كيفية تحديد أعراض حمى الوادي المتصدع وعوامل الخطر لكل من البشر والماشية. على سبيل المثال، اعتقد المشاركون خطأً أن تجنب الماشية التي عانت من الإجهاض التلقائي هو عامل الخطر الأقل أهمية للإصابة بمرض حُمى الوادي المُتصدِّع.

وعلى الرغم من أن الأغلبية لاحظت زيادة في أعداد البعوض خلال تفشي حمى الوادي المتصدع في عام 2007، إلا أن القليل منهم استخدم الناموسيات المشربة كتدابير وقائية. وكان المجتمع متردداً في إخطار السلطات بشأن الاشتباه في الإصابة بمرض حُمى الوادي المُتصدِّع في الماشية، وهو بمثابة إنذار لعدوى حُمى الوادي المُتصدِّع بين البشر. وأكد جميع المستجيبين تقريبًا أنهم لن يحصلوا على أي تعويض عن مواشيهم النافقة إذا أبلغوا السلطات. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد المشاركون أن السيطرة على تفشي مرض حُمى الوادي المُتصدِّع تقع أساسًا على عاتق السلطات الصحية البشرية وليس السلطات البيطرية. وكان غالبية المشاركين على علم بأن حمى الوادي المتصدع يمكن أن تنتشر من منطقة إلى أخرى داخل البلاد. حصل المشاركون على معظم معلوماتهم حول مرض حُمى الوادي المُتصدِّع من الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام، وليس من النظام الصحي أو الأطباء البيطريين. نظرًا لأن الدور المتصور للمجتمع في السيطرة على حمى الوادي المتصدع كان مجزأً، فقد زاد احتمال انتشار حمى الوادي المتصدع.