على مدى العقد الماضي، انتشر فيروس أنفلونزا الطيور، H5N1، في معظم أنحاء آسيا وأوروبا وأجزاء من أفريقيا. وفي بعض البلدان - بما في ذلك إندونيسيا والصين وفيتنام وبنغلاديش ونيجيريا ومصر - ربما أصبح مرض الطيور متوطنا. ولم تحدث حتى الآن أي جائحة بشرية، على الرغم من الإبلاغ عن 245 حالة وفاة منذ عام 2003. وقد تم إطلاق استجابة دولية كبرى، مدعومة بأكثر من $2 مليار من الأموال العامة. وقد تم إعدام أعداد كبيرة من الدواجن، وتم تنفيذ حملات التطعيم، وأعيدت هيكلة الأسواق. وقد أثرت هذه الجهود على سبل عيش الملايين وأعمالهم التجارية. وبالإضافة إلى ذلك، تم استثمار جهود كبيرة في تحسين أنظمة صحة الإنسان والحيوان، إلى جانب استثمارات كبيرة في تطوير الأدوية واللقاحات.

وقد تم وضع خطط تفصيلية للطوارئ والاستعداد في حالة حدوث جائحة. تطرح هذه الورقة السؤال التالي: ما هي الدروس التي يمكن أن نتعلمها من هذه التجربة، وماذا يعني ذلك بالنسبة للجهود المستقبلية للاستجابة للأمراض المعدية الناشئة في إطار مبادرة عالم واحد، صحة واحدة؟ وتستكشف الورقة ثلاث روايات أساسية شكلت الاستجابة: يركز أحدهما على القضايا البيطرية، والآخر على الصحة العامة البشرية، والثالث على الاستعداد لمواجهة الأوبئة. ولكل منها خصائص مشتركة، مع التركيز على مكافحة تفشي المرض واحتوائه. وقد تم تحديد الأبعاد المفقودة، بما في ذلك عدم الاهتمام بمسببات الأمراض الأساسية، وقضايا الفقر والمساواة والمسائل الأوسع المتعلقة بإمكانية الوصول والحوكمة. تبحث هذه الورقة في كيفية انتشار خطابات الأمن والمخاطر في المناقشات، مما يؤثر على كيفية تنفيذ الاستجابة. وتختتم الورقة بمناقشة التحديات الناشئة، بما في ذلك الآثار المترتبة على الهياكل التنظيمية والتدريب المهني وتنفيذ البرامج.