لقد تم تفسير العديد من الصراعات المسلحة التي وقعت على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية على أنها وسيلة يستفيد من خلالها المتمردون والنخب الجشعة من عائدات الموارد الطبيعية. وبناءً على ذلك، فإن الكثير من الأبحاث التي أجريت في مجال استمرار النزاع المسلح تشير إلى الجشع، باعتباره سببًا ونتيجة لهذا الاستمرار. وقد أدى ذلك إلى تطوير حلول سياساتية عامة تفشل في النظر في كيفية تأثر مختلف الجهات الفاعلة بوجود النزاع المسلح وكيفية استجابتها لها. علاوة على ذلك، لم يفكر سوى عدد قليل من الباحثين في كيفية مساهمة الشبكات الاقتصادية والسياسية المترابطة في الصراع المسلح والحفاظ عليه. وبالتالي، يوضح هذا البحث كيف تساهم العلاقات الاجتماعية والاقتصادية المتأصلة بين المدنيين والجماعات المسلحة والدولة في استمرار النزاع المسلح. توضح هذه الورقة كيف من خلال العلاقات اليومية مع الجماعات المسلحة والقوات العسكرية للدولة؛ وينخرط المدنيون في صراعات من أجل السلطة العامة والبقاء والأمن. وهذا في نهاية المطاف يشكل ويعزز الشبكات الاجتماعية والاقتصادية القائمة، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالعنف في كثير من النواحي. ولتوضيح هذا المفهوم، تستخدم هذه الورقة الصراع المسلح في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتحديدا في مقاطعات كيفو.