يقدم هذا المقال نتائج من استطلاع عبر الإنترنت للعاملين والمتطوعين في المجال الإنساني تم إجراؤه في مايو ويونيو 2010. وكان الغرض من الاستطلاع هو فهم كيفية تبني نظام المساعدات الإنسانية أو دمج حقوق الإنسان في عمله ومقاييسه في مرحلة ما بعد الكوارث الطبيعية. وتشير البيانات التي تم جمعها من هايتي إلى أن العاملين في المجال الإنساني قد تبنوا نهجا قائما على الحقوق، لكنهم لا يتفقون على كيفية تعريف ذلك أو على المعايير والمؤشرات التي يمكن اعتبارها قائمة على الحقوق. وقد يكشف هذا الخلاف أن العاملين في المجال الإنساني يدركون عدم التوافق بين النهج القائم على الحقوق في العمل الإنساني في مرحلة ما بعد الكوارث والإطار القانوني لحقوق الإنسان.

وباستخدام المشاركة والمساءلة كأمثلة، تحدد هذه المقالة وتفحص عدم التطابق هذا وتقترح أن نظام المساعدات الإنسانية يجب أن يتبنى بشكل كامل المشاركة في إطار حقوق الإنسان. وللقيام بذلك، يخلص المقال إلى أنه يجب على الجهات الفاعلة الإنسانية ومجتمع حقوق الإنسان إجراء حوار مفتوح حول تطوير المقاييس التي تعكس بدقة وتراقب الالتزام بالإطار القانوني لحقوق الإنسان. وهذا من شأنه أن يسمح لنظام المساعدات الإنسانية بالتأكد من أن تدخلاته تعزز قدرة الدولة المتضررة من الكارثة على الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، كما يسمح للجهات الفاعلة الإنسانية وفي مجال حقوق الإنسان على حد سواء بقياس تأثير هذه التدخلات على إعمال حقوق الإنسان في إعدادات ما بعد الكوارث الطبيعية.