في أعقاب تفشي مرض فيروس الإيبولا (EVD) في غرب أفريقيا في الفترة 2013-2016، فرضت الحكومات في جميع أنحاء المنطقة حظراً على صيد واستهلاك لحوم الحيوانات البرية. وكان هذا الأمر مصحوبًا برسائل تتعلق بالصحة العامة تؤكد على الإمكانات المعدية للحوم البرية، أو "لحوم الطرائد".

باستخدام الأساليب النوعية، يدرس المؤلفون الاستقبال المحلي وتأثير هذه التدخلات. تركز العمل الميداني في 9 قرى في المقاطعات الشرقية والجنوبية من سيراليون بين أغسطس وديسمبر 2015. وقد أجروا 47 مقابلة شبه منظمة، وقاموا بتنسيق 12 مناقشة جماعية غير رسمية، وأجروا ملاحظات مباشرة طوال الوقت.

ويستفيد المؤلفون أيضًا من الأبحاث التي أجريت في سيراليون قبل تفشي المرض مباشرةً، ومن مشاركتنا في الاستجابة لمرض فيروس الإيبولا في غينيا وسيراليون. تؤكد النتائج التي توصلنا إليها على الأصداء الاجتماعية والسياسية لحظر الصيد. إن الرسائل التي أكدت من جانب واحد على المخاطر الصحية التي تشكلها اللحوم البرية تتناقض مع تجارب الجماهير المستهدفة، التي تستهلك اللحوم البرية دون وقوع أي حادث. أدى هذا التنافر المعرفي إلى تقويض فعالية الحظر بشكل جذري، والذي لم يؤدي إلا إلى نشر شبكات غير رسمية لتجارة الحيوانات البرية وبيعها، مما يجعل تطوير استراتيجيات مراقبة وتخفيف مقبولة وقائمة على الأدلة للتداعيات الحيوانية المصدر أمرا شبه مستحيل.

علاوة على ذلك، أدى تجريم استهلاك اللحوم البرية إلى إثارة المخاوف والشائعات داخل المجتمعات التي تعاني من ضغط كبير من الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية للوباء، مما أدى إلى ترسيخ عدم الثقة تجاه المستجيبين للفاشية وتفاقم التوترات الموجودة مسبقًا داخل القرى. هذه العواقب غير المقصودة مفيدة للاستجابة لحالات الطوارئ الصحية العامة والتأهب لها. وفي حين تشكل اللحوم البرية خطر الإصابة بالعدوى الحيوانية المنشأ، فإن التخفيف من هذه المخاطر يستلزم تدخلات تأخذ في الاعتبار بشكل كامل الأهمية المحلية للصيد - بما في ذلك المشاركة التواصلية التي يتم تصميمها والتحقق من صحتها وتحسينها باستمرار قبل حالات الطوارئ. في نهاية المطاف، يتساءل بحثنا عن قيمة العقوبات القانونية كوسيلة لتغيير السلوك في سياق الطوارئ.