قبل اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس في أوائل تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت أنظمة الرعاية الصحية في غزة تتأرجح بالفعل على حافة الهاوية، حيث كان هناك 35 مستشفى فقط تعمل بكامل طاقتها وإجمالي 3412 سريرًا تلبي احتياجات السكان الذين يتجاوز عددهم 2 مليون شخص. .تشير هذه البيانات إلى معدل أقصى يبلغ 1.55 سرير مستشفى لكل 1000 فرد في جميع أنحاء منطقة قطاع غزة. وقد أدى الصراع إلى تفاقم هذه الحالة الحرجة بالفعل، مما أدى إلى إغلاق المستشفيات، وانقطاع الإمدادات للسكان المحليين، وإلحاق أضرار مادية بالبنية التحتية للمستشفيات وأنظمة النقل، وإخلاء العديد من المرافق الطبية.

على الرغم من أن المدى الكامل لآثار هذا الصراع لا يزال غير واضح، إلا أن نماذج شبكة الرعاية الصحية الراسخة (مثل نموذج حسن ومحمود لعام 2021)ويمكن استخدام البيانات المتاحة لتقدير الأثر المدمر للصراع الحالي على نظام الرعاية الصحية في غزة. يمكن الاستعانة بنموذج وظائف المستشفى من خلال البيانات المجمعة عن الإصابات بين موظفي المستشفى، والنقص في المرافق الأساسية والإمدادات الطبية، ومدى الأضرار المبلغ عنها. من خلال النظر في الارتفاع اليومي لعدد المرضى، والتغيرات في التركيبة السكانية بسبب التهجير القسري الحالي، وانخفاض إمكانية الوصول إلى المستشفيات، يمكننا تقدير التغيرات في نسبة المرضى إلى عدد الأسرة وقياس الزيادة في طلبات المرضى في جميع أنحاء غزة، وخاصة في الجنوب حيث يتركز السكان حاليا.

معايير الفرز الحالية في أقسام الطوارئ في غزة،والتي تعطي الأولوية لإصابات الحرب على الحالات المزمنة والحالات غير الطارئة، ستزيد من إعاقة حصول المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة على الرعاية الطبية الحيوية. إن استمرار هذه الظروف له آثار خطيرة على الصحة العامة، مما يؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات التي يمكن الوقاية منها. ومع الاستنفاد السريع للموارد الحيوية والإمدادات الطبية، من المتوقع أن تتدهور هذه المعضلة باستمرار في الأشهر المقبلة. ومع الزيادة المستمرة في عدد الضحايا والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، يجب تحديث نموذج وظائف المستشفى ديناميكيًا لتوفير سياسات فعالة مع استمرار تغير الوضع على أرض الواقع.