مقدمة

لقد مر 100 يوم منذ أن شنت إسرائيل هجماتها على غزة والتي أدت إلى مقتل أكثر من 24,000 شخص منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول 2023، بما في ذلك أكثر من 10,000 طفل. وتشير التقديرات إلى أن آلاف آخرين في عداد المفقودين، ودُفن العديد منهم تحت الأنقاض.

لقد ناضل الملايين من الفلسطينيين منذ فترة طويلة من أجل العيش بكرامة في ظل الاحتلال، ويواجهون الممارسات القسرية والانقسامات السياسية. في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، هاجمت الجماعات الفلسطينية المسلحة مواقع متعددة في إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1,200 إسرائيلي ومواطن أجنبي. رداً على ذلك، أدى القصف المستمر والعشوائي لغزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى نزوح 1.9 مليون شخص، أو ما يقرب من 85 بالمائة من إجمالي سكان غزة، واستمرت الهجمات مع فرار الناس بحثاً عن الأمان. ويأتي ذلك في أعقاب 15 عامًا من الإغلاق شبه الكامل لقطاع غزة، والحروب المتعددة، وارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، "لا يوجد أحد أو أي مكان آمن في غزة"، ووصفتها اليونيسف بأنها أخطر مكان على وجه الأرض بالنسبة للأطفال. إن التحديات التي تواجه بقاء المجتمع وجهود المساعدة تحظى بتغطية إعلامية جيدة.

وأدى انقطاع الاتصالات المتكرر، وإغلاق الحدود، والقيود الشديدة على الوصول، ونقص الوقود، وانعدام الأمن، إلى عرقلة العمليات الإنسانية. النظام الصحي على حافة الانهيار، مع توقف المزيد من مرافق الرعاية الصحية عن العمل مع مرور كل أسبوع.

لقد تم تجاهل القانون الإنساني الدولي بشكل صارخ ومتكرر، مع وقوع هجمات متكررة على المدارس والملاجئ والمستشفيات. وقُتل المئات من عمال الإغاثة. ويحث خبراء الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة على أن الشعب الفلسطيني معرض لخطر الإبادة الجماعية. ويحاول الصحفيون المحليون مشاركة القصص من مجتمعاتهم، ولكن وفقًا للجنة حماية الصحفيين، "قُتل المزيد من الصحفيين في الأشهر العشرة الأولى". أسابيع من الحرب بين إسرائيل وغزة أكبر من أي وقت مضى للقتلى في دولة واحدة على مدى عام كامل. ويساور المنظمة قلق خاص إزاء الاستهداف المباشر للصحفيين وأسرهم.

على هذه الخلفية، يواجه المجتمع الدولي ظروفًا قاسية أثناء محاولته تقديم المساعدات الإنسانية للسكان، وتعرب وكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية عن قلقها البالغ إزاء عدم قدرتها على تقديم السلع والخدمات المنقذة للحياة. وهذا، بالإضافة إلى الموارد الاقتصادية والطبيعية المستنفدة تقريبًا، يجبر سكان غزة على زيادة المساعدة الذاتية والمتبادلة والمبادرات المجتمعية إلى أقصى حد، في حين أن غالبية السكان معرضون لخطر المجاعة والمرض.