عندما تأتي الحرب في غزة، أنا وزوجتي لا نريد المغادرة. نريد أن نكون مع آبائنا وإخوتنا وأخواتنا، ونعلم أن مغادرة غزة يعني تركهم. حتى عندما تفتح الحدود مع مصر أمام الأشخاص الذين يحملون جوازات سفر أجنبية، مثل ابننا مصطفى البالغ من العمر ثلاث سنوات، فإننا نبقى. شقتنا في بيت لاهيا، شمال غزة، تقع في الطابق الثالث. إخوتي يعيشون فوقنا وتحتنا، ووالداي يعيشان في الطابق الأرضي. والدي يعتني بالدجاج والأرانب في الحديقة. لدي مكتبة مليئة بالكتب التي أحبها.

ثم تسقط إسرائيل منشورات على الحي الذي نعيش فيه، تحذرنا من الإخلاء، وتزاحمنا في شقة مستعارة مكونة من غرفتي نوم في مخيم جباليا للاجئين. وسرعان ما علمنا أن قنبلة دمرت منزلنا. كما تتساقط الغارات الجوية على المخيم، مما يؤدي إلى مقتل العشرات من الأشخاص على مسافة مائة متر من بابنا. مع مرور الوقت، يتوقف آباؤنا عن إخبارنا بالبقاء.